mercredi 14 mars 2012

حين تساوي الثورة بين النضال الشريف والرداءة الالكترونية



جاء في الأثر: رحم الله من قال خيرا فغنم أو سكت فسلم. وأعترف أنني في سنوات الجمر النوفمبرية كنت ممّن فضلوا لزوم الصمت بل والصمت المطبق خوفا من بطش السلطان وأعوانه وبحثا عن السلامة ورغد العيش. وفي المقابل خيّر بعض المدونين إعلاء كلمة الحق فتجاوزوا حاجز الخوف وعبّروا عن آرائهم بكلّ جرأة وشجاعة مع علمهم أنّ حياتهم وحياة ذويهم قد تصبح في أيّ لحظة فريسة لآلة القمع الوحشية. من بين هؤلاء الشرفاء من ضحى بالغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة على غرار شهيد الرأي زهير اليحياوي الذي أقضّ مضجع المخلوع بكتاباته النارية وسخريته اللاذعة في زمن كان فيه الكثيرون لا يجرؤون حتّى على دخول المواقع الالكترونية المعارضة.

وبالنّظر إلى السيرة البطولية للشهيد زهير اليحياوي ولبعض من نسج على منواله ليس من الغريب أن تُقدِمَ رئاسة الجمهورية على تكريمهم والإشادة بنضالاتهم لكن الغريب أن يكون حفل التكريم فرصة لدعوة شقّ آخر من المدونين ونشطاء الانترنت ممن عرفوا بتضحياتهم الجسام وكفاحهم المجيد في سبيل الدفاع على حرية اختيار لون الملابس الداخلية وحريّة إقحام اللعبة الجنسية الملائمة داخل المنافذ التناسلية أو حرية الحديث عن نتائج المباريات الكروية وألعاب الجمباز والقفز بالزانة.

وحقيقة أنّ هذا الصنف من التكريم أمر مشجع لكلّ جبان انتهازي وكلّ تافه بليد الطبع والفكر إذ في صورة عودة الدكتاتورية (والعياذ بالله) لن يكون من الضروري معارضة الظلم والمحسوبية والدفاع عن حقوق الانسان إذ يكفي لزوم الصمت والكتابة حول مواضيع ذات أبعاد جنسية أو رياضية لكي يتمّ الاحتفاء بك بعد نجاح الثورة ودعوتك لحضور المحافل الرسمية والحفلات التكريمية. وصدق من قال أنّ كلّ أمّة تحظى بالنخب التي تستحقها.

Aucun commentaire: