jeudi 27 octobre 2011

كلنا ابراهيم القصاص

قد نختلف مع السيد ابراهيم القصاص رئيس قائمة العريضة الشعبية بقبلي بل وقد ننتقد بحدة انتماءه إلى حزب شعبوي التوجه هلامي الأبعاد لكن ليس من حق أحد أن يزدري هذا الرجل بسبب جذوره الريفية أو مركزه الاجتماعي أو المهنة التي يحترفها.

والغريب أنّ مختلف التهكمات التي برزت في الآونة الأخيرة بشأن السيد ابراهيم القصاص ترتكز حصريا على هذه الجوانب والأغرب من ذلك أنّ الكل يقبل بها بل ولا يتورع في إعادة نشرها. وإن مثل هذا السلوك يدل مع الأسف على أنّ شريحة من المجتمع التونسي تعتبر أنّ تواضع المركز الاجتماعي مرادف لنقص المستوى الفكري وأنّ المواطن الذي يمارس مهنة يدوية أو ذات أبعاد عملية لا يحق له أن يشارك في العمل السياسي أو أن يقدم أفكارا وتصورات يخدم بها المجتمع الذي يعيش فيه.

إنّ مثل هذه القناعات السطحية والتي تنم عن حس عنصري وطبقي إن عبرت على شيء إنما تعبر عن جهل أصحابها بتاريخ بلادهم أولا وبالتاريخ العالمي ثانيا. فقد نسي هؤلاء المتهكمون أنّ أغلب زعماء الحركة النقابية التونسية كانوا من أصحاب المهن اليدوية بل إنّ محمد علي الحامي نفسه قد احترف هو أيضا مهنة السياقة بل وتوفي رحمه الله وهو يقود سيارة أجرة كان يكسب منها قوته بعد ما رمت به سلطات الإحتلال الفرنسي في المنفى.

كما نسي المتهجمون على السيد القصاص أنّ العديد من السياسيين الأفذاذ كانوا ينحدرون من أصول متواضعة ومارسوا مهنا يدوية على غرار الوزير الأول الفرنسي السابق "بيار براكوفوا" أو الرئيس التاريخي للحزب الشيوعي الفرنسي "جورج مرشى"

إنّ البعض منّا قبل أن يتشدق بالحداثة والتقدم وجب عليه أن يعيد مراجعة قناعاته ويبدأ باحترام الآخر في إنسانيته فالإقصاء لا يولّد إلا الإقصاء وكما تكونون يولى عليكم.

Aucun commentaire: