mardi 13 décembre 2011

عفوا أستاذ نجيب


 تولت صحيفة الدستور المصرية إصدار مقال بمناسبة مئوية ولادة الروائي الكبير نجيب محفوظ استعرض فيه الكاتب بطريقة ذكيّة الأبعاد الثورية في رواياته محاولا استخلاص بعض المقارنات مع ما تعيشه مصر في الظرف الحالي.

ولقد صدمت بعد قراءة المقال بالتعليقات التي كتبها القراء للردّ عليه والتي لم يستحي أصحابها من توجيه أبشع الشتائم إلى الكاتب الكبير بل إنّ البعض منهم لم يتوانى في اعتباره قد ساهم بصفة مباشرة، من خلال المواضيع المطروحة في رواياته، في تردي أخلاق المجتمع المصري.

حين انتهيت من الاطلاع على تلك التعليقات انتابني حزن عميق ليس من أجل محفوظ فهو في عالم الحق أين لا يمسّه كيد الكائدين وسبّ الحاقدين ولكن من أجل مصر ذلك البلد الذي كان منبت العمالقة فأضحى مجرّد أسطوانة مشروخة تردد أهازيج خليجية ذات رنات مخيفة.

ثمّ تمالكت نفسي ونويت أن أكتب مقالا طويلا للدفاع عن محفوظ وعن أدبه لكن جفّ القلم وارتبكت قريحتي فلم استحضر إلاّ كلمات طه حسين ذلك العملاق الآخر حين تهجمت عليه الغوغاء والرعاع فصرخ في وجوههم قائلا : "أحمد الله أن جعلني أعمى حتى لا أرى هذه الوجوه القبيحة." فعلا يتمنّى المرء أحيانا أن لا يكون مبصرا حتى لا يرى مدى فظاعة الجهل الإنساني.


Aucun commentaire: