lundi 5 mars 2012

لا تسقطوا راية الخلافة من يدي

جئتكم حاملا كلشنيكوفا وراية خلافة فلا تسقطوا راية الخلافة من يدي. هذا هو لسان حال البعض من أنصار التيار السلفي فإمّا أن يتبنى الجميع أفكارهم وإلاّ بادروا بتكفير من يخالفهم الرأي وأعلنوا عليه حربا شعواء.

وقد تعالت في المدّة الأخيرة الدعوات إلى التحاور مع هذه الفئة الضالة المضلة وأنّي أتساءل كيف يمكن التحاور مع من دخل عقله في حالة موت سريري منذ أمد طويل بحيث يستحيل إرجاعه إلى الحياة. فالمنهج السلفي المتشدد هو حكم بالإعدام على كلّ إعمال للفكر لا يتقيّد صاحبه بحذافير النصّ. وقديما قيل أنّ الحديث مع الصخرة الصمّاء أنفع من الحديث مع من يدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة. فهؤلاء الناس هم مساجين عقائدهم وإيديولوجيتهم المتصلبة بل ويعتبرون أنّ الإصغاء لحجج من يخالفهم الرأي يدخل في باب التنازل والاستسلام فهم يرفضون تبادل الأفكار والآراء مع من يعتبرونهم أهل الفسق والفجور ممن ينطبق عليهم حكم و"اعدوا لهم ما استطعتم من قوة" أو "إذا لقيت الفاجر فالقه بوجه مكفهر" وغيرها من الأحكام التي يخرجونها عنوة من إطارها التاريخي والمجتمعي لإقحامها قسرا في السياق المعاصر غير عابئين بحجم الضرر الذي قد يسببه ذلك للتعايش السلمي بين أفراد المجتمع الواحد.

إنّ شيوخ السلفية في مصر وغيرها ممن كانوا كالحمام الداجن زمن الطاغوت يتسابقون للبروز في القنوات التلفزية متسترين وراء التقية والخطاب المزدوج لاجتناب قول كلمة الحق وكأنّ بطش السلطان أشدّ من عذاب القبر ومن الثعبان الأقرع تحولوا اليوم إلى أسود مكشرة على أنيابها في وجه شعوبهم. وإن كان أتباع مثل هؤلاء حاليا اقلية إلاّ أنّ التصحر الفكري والثقافي الذي عاشته ولا زالت تعيشه بلداننا لا ينبئ بخير.

وأضمّ صوتي في هذا الإطار إلى ما صرح به مؤخرا الأستاذ المحترم صلاح الدين الجورشي حين اعتبر أنّه إذا أراد الشعب أن ينخرط عن طواعية في مثل تلك المنظومة الإيديولوجية المتشددة فعليه أن يتحمل مسؤولية اختياراته. فعلا إن كانت الأغلبية تريدها إمارة من إمارات طالبان فلتكن كذلك على بركة الله.

Aucun commentaire: