mardi 13 mars 2012

حدث ميشال فوكو قال


من خلال أبحاثه حول تمظهرات السلطة وهيكلتها داخل المجتمعات الغربية استنتج الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو أنّه إلى جانب السلطة السياسية بما هي سلطة ردعيّة تفرض تطبيق أحكام وقوانين زاجرة هناك العديد من السلط الأخرى قد تبدو هامشية أو "مكروسكوبية" لكن لها دور كبير في تأطير المجتمعات عبر إنتاج قيم وقواعد تساهم في صقل الوعي الجماعي وتوجيهه. وبهذا المعنى يمكن القول أنّ بروز التيارات الاسلاموية المتطرفة على الساحة التونسية وتكوينها مؤخرا لجمعيات عقائدية من صنف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو إعلان عن نشأة مراكز ميكروسكوبية جديدة للسلطة من شأنها، إن تواصلت هذه الظاهرة، التأثير على وعي وخاصّة لا وعي الأجيال القادمة.

فما يعتبر حاليا عادي ومقبول داخل المجتمع التونسي في مجال السلوكيات والملبس سوف يصبح محلّ نقاش ومراجعة بوصفه لا يتماشى مع القواعد الدينية كما يفهمها المتطرفون والمتشددون. وهو نفس ما حصل في المجتمع المصري بداية من سبعينيات القرن الماضي إذ أنّ اكتساح الفكر الديني المتزمت لمختلف مجالات الحياة المصرية غيّر تماما الوعي الاجتماعي السائد. ومما لا شكّ فيه أنّ ما نعيشه اليوم في تونس سوف يكون له انعكاسات هامة على المستقبل ولعلّ بعض الأطفال لن يصدّقوا آبائهم وأمهاتهم حين سيحدثونهم على ما كانت عليه تونس فيما يتعلق بالحريات الفردية خاصة تلك الممنوحة للنساء وقد تسأل بنت صغيرة أمها بكل ذهول وحيرة ما إذا كانت فعلا يمكنها الخروج إلى الشارع دون نقاب.

Aucun commentaire: