jeudi 8 mars 2012

وكالة أسفار الثورة


من بين بركات الثورة التونسية التي لا تعدّ ولا تحصى تمكين أحد عشر مليون مواطن تونسي من الاستمتاع بتجربة السفر عبر الزمن. إمكانية القيام بهذه الاسفار والتي كنّا نعتقد أنّها متاحة فقط في أفلام الخيال العلمي تحققت على أرض الواقع بفضل الثورة المجيدة مع شرط وحيد هو أنّ الشعب التونسي لا يمكنه اختيار الفترة التاريخية التي يودّ السفر إليها إذ هو مجبر على الرجوع إلى الحقبة المتراوحة بين القرن الأول والثاني هجري.

لكن رغم هذا الشرط فإنّ السفر عبر الزمن يتضمن محاسن وفوائد لا يستهان بها من ذلك تمكين المسافر من التعرف على خصوصيات العصور الماضية وممارسة أعمال كنّا نعتقد أنّه من الصعب القيام بها في عصرنا الحديث مثل التمرّس على الجهاد كعمل ترفيهي منعش بما يتضمنه من دعوة لقطع الايادي والأرجل والرؤوس. كما يمكن كذلك للمسافر الحصول على سبيّة يتسرى بها ويجعل منها جارية مطيعة تلبّي كلّ رغباته وشهواته الجنسية.

وفي إطار تنظيم هذه السفرات الزمنية ننصح الأخ المسافر بتبني مظهر خارجي لائق ينسجم مع بيئة العصر الذي سيسافر إليه. فمن الضروري إطالة اللحية وارتداء القميص الافغاني الأصيل ولكن يمكن لمسافرنا المبجّل الاحتفاظ بحذائه الرياضي الأمريكي الصنع إذ أكّد لنا عديد الأخصائيين والمؤرخين أنّ مثل ذلك الحذاء كان شائعا في القرن الثاني للهجرة بل ويعتقد أنّ استعماله منح تفوقا عسكريا لجيوش المسلمين مما مكّنهم من إعلاء كلمة الحق في ربوع المعمورة.

وبفضل هذا النمط الثوري من السفر سوف يمتزج بحول الله ماضينا بحاضرنا وقد نشهد مثلا اعتصامات حاشدة أمام وزارة شؤون الرعية والعبيد للمطالبة بالترفيع في عدد الجواري المسموح به أو بإلغاء شرط السنتين جهاد قبل إمكانية جلب جارية من الخارج. كما أنّه في إطار تدعيم المالية الإسلامية قد يقترح أن تقدم البنوك الإسلامية قرضا حسنا لكلّ ذكر تونسي بالغ حتّى يتمكن من اقتناء جاريته الأولى بأقلّ تكلفة ممكنة.

هذه فقط عينّة صغيرة من محاسن السفر عبر الزمن الذي فتحت لنا الثورة المباركة بابه ولا شكّ أنّ ما سنكتشفه من محاسن إضافية في المستقبل القريب يفوق بكثير آمالنا وتوقعاتنا.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

Vous vous jetez dans la bataille, pour notre pays,pour vous,pour nous, ça vous honore.
L'humour peut etre plus tranchant q'une arme.Ne jamais baisser la garde.Résistance.