jeudi 3 novembre 2011

دكتاتورية العورات

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يتخلص من ثقافة العورة وغيرها من الترهات ذات الأبعاد البولية والتناسلية. ومع الأسف فإنّ البعض من رجال ونساء هذا المجتمع لا يزالون يحكمون على أخلاق قرنائهم من خلال المظهر فقط بل إنّ البعض منهم لا يتوانى في ظلّ المدّ السلفي التكفيري الحالي عن محاولة فرض وجهة نظره على الآخرين ضاربا عرض الحائط بقيم الحرية الفردية والتعايش السلمي المبني على الاحترام المتبادل.

وإني أتعجب من هؤلاء الذين أمضوا سنينا طويلة في محاربة الاستبداد وثقافة الفكر الواحد من أجل أن يكونوا أحرارا في ملبسهم ومظهرهم كيف انقلبوا فجأة ما إن حصلوا على حريتهم إلى مستبدين جدد. ولعمري فإنهم بتصرفهم القمعي، هم يضفون شرعية بعدية على السياسة العدوانية التي كان ينتهجها النظام البائد تجاههم.

وإني أخشى أن يكون الصراع الذي دار بينهم وبين النظام المخلوع شبيه بالصراع الذي دار في أوروبا في أوائل القرن الماضي بين الشيوعية الستالنية والنازية الهتلرية : صراع بين قطبين ظلاميين لا خير يرجى من كلاهما.

ثمّ إنّه لو كان تطور الأمم والشعوب يقاس فقط بمدى طول اللحية وسواد النقاب لكان أصدقائنا في طالبان وغيرها من الممالك القروسطية قد بلغوا أعلى مستويات الرقي والنمو الاقتصادي والحضاري لكن أين هم من ذلك.

إنّ الذين يستعملون الدين السمح لنشر أفكارهم الإقصائية لن ينجحوا في نهاية الأمر إلاّ في خلق فتن نحن في غنى عنها خاصّة في هذه الفترة الحساسة من تاريخنا الوطني. كما أنّ مثل هذه الأفكار السامة ستضعف من موقف الأقلية المسلمة في أوروبا حين يقع استهدافها ببعض القوانين المعادية. إذ كيف يمكن لهذه الأقليات المطالبة بحرية الملبس والمظهر حين تكون مثل تلك الحريات محلّ قمع في بلدانها الأصلية.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

ولعمري فإنهم بتصرفهم القمعي، !!!!!!!!!!!!!!!!