lundi 14 novembre 2011

شذرات الشذرات


 مقارعة بسيطة لمقال جميل :

فاعلم أنّه قد قيل قديما في صحف الأولين وكتب القدسيين أنّ من علامات الجهل طول اللحية فما طالت لحية إنسان قط إلاّ ونقص من عقله بقدر ما طالت منها. واعلم أنّ أهل الجهل صنفان: جاهل وأجهل منه. فالأوّل هو ذلك الذي يعلم بجهله لذا تراه يجهد في مواراته كما تواري السنّور خراءها وله بذلك حسنة فقد كفى الناس شرّ نفسه. أمّا الثاني فهو ذاك الذي يجهل بجهله فتراه مغترّ بذاته متطاول على ربّه يكاد يحسب نفسه نبيّا بعث على الناس وصيّا وهو من الحكمة مقصيّا. فاحذر أمثاله وإيّاك أن تصطفي منهم خلاّنا أو أن تتخذهم أعوانا فإنّ خلائق السفهاء تعدي. (باب الجهل والجهال)

********

قال فاعلم أنّ رفض إبليس لأمر الله بالسجود لم يكن من باب الجحود بل لعلمه أنّه سيخرج من صلب آدم قوم من أشباه القرود يحاكي بعضهم بعضا في اللباس والمظهر، لهم عقل لكن لا يعقلون ولهم بصر لكن لا يبصرون يعلنون ما لا يضمرون وبالدين يتشدوق. (الفصل في حجة إبليس)

*******

حدّث ابن جبيلة قال: لمّا بلغنا أقاصي السند قادمين من بلاد الهند خرج علينا شيخ نحيف يلبس ثوبا خفيف بدا في الدنيا زاهدا وفي طاعة ربّه جاهدا سألناه أن يعظنا وإلى سبل الخير أن يوجهنا فنظر إلينا وقال: عليكم بالسياسة فإنها لا تتطلب الكثير من الكياسة وأنصحكم أن تمزجوا بينها وبين الدين فذلك حريّ بسلب قلوب المستضعفين ولا تنسوا أن تغدقوا عليهم المال والخرفان فبها تكسبون الودّ والعرفان. (المقامة السندية)

Aucun commentaire: