vendredi 24 février 2012

تونس بلد المليون مثقف

سقطت الأقنعة وانكشف المستور فبعد أن ضحكوا على ذقوننا قبل الانتخابات بالنموذج التركي حتىّ اقتنعت كلّ عنساء أنها ستحصل على مهنّدها واعتقد كلّ مراهق أنه سيجد لميسه تبيع الورود وبطاقات قناة الجزيرة قرب سوق المنصف باي وجدنا أنفسنا بين ليلة وضحاها مجبرين على الاختيار بين التجربة الإخوانية في نسختها المصرية وبين المشروع الوهابي ذي التوجهات القروسطية والذي عرفنا أخيرا أنّه مجرد مشروع ثقافي لا شيء يُخشى منه والحمد لله.

بعد هذا الاكتشاف الهام والمطمئن على مستقبل التعايش السلمي في تونس توضحت الرؤية وكما قيل قديما إذا عرف السبب زال العجب فالاعتداءات التي تعرضت لها فرقة أولاد المناجم الموسيقية في سيدي بوزيد وتلك التي لحقت بالصحفيين والجامعيين أمام قصر العدالة تدخل فقط في إطار الصراع الثقافي النزيه فلا حاجة إذن لتهويل الأمور وتضخيمها كما دأب على ذلك أصحاب الميولات البنفسجية لعنهم الله.

وأنا شخصيا ألقي باللوم الشديد على أشباه الكتاب والفنانين والجامعيين باعتبارهم غير مواكبين للتطورات التي تعصف بالساحة الثقافية التونسية فقبل المطالبة بحماية الحريات والثقافة يجب عليهم أن يستفيقوا من سباتهم وأن يعلموا أنّه منذ الثورة المباركة لم تعد أدوات التعبير الثقافي تتكون من القلم والكتاب والآلات الموسيقية فقط بل هي تشمل كذلك الركلة (المشطة في رواية أخرى) واللكمة والبصاق المبلغم والقميص الأفغاني والحذاء الرياضي الأمريكي ذي الرائحة الذكية العطرة.

وبالنظر إلى البعد الثقافي للتيار السلفي لا يمكن إلاّ ان نبارك انتشار الجمعيات الثقافية المنتمية إليه وتحصلها بكلّ يسر على صك الغفران الإداري مما سيساهم في الارتقاء بالمشهد الثقافي التونسي إلى أعلى المراتب. ولا شكّ أنّ البداية ستكون بتطهير المكتبات العمومية والمدرسية من بعض المؤلفات البعيدة كلّ البعد عن الثقافة ككتب ابن سينا وابن رشد وابن عربي وغيرهم ثمّ سنمرّ إلى عملية رسكلة فنية من خلال إعادة تأسيس الفنون الجميلة على قواعد سليمة وذلك باستبعاد كلّ ما لا يستجيب للشروط الثقافية السلفية. وستتوج هذه الصحوة الثقافية بإنتاج افلام سينمائية من طراز عالمي تعبّر بصدق عن الهوية التونسية الجديدة وتحمل عناوين رنانة كالعودة إلى قندهار أو الحبّ في زمن السلفية.

على ضوء هذه المستجدات الثقافية المشجعة لا يمكن إلاّ أن نشاطر الرأي القائل بأنّ تونس ما بعد الثورة ستكون ثقافية أو لن تكون.

2 commentaires:

Anonyme a dit…

Très bon article et très bon blog, bravo !

Ecrits-anonymes a dit…

@Anonyme
Vous êtes bien aimable, merci de votre intérêt.