mercredi 29 février 2012

بدع بني علمان

إخواني في الدين والعقيدة اعلموا أنّ لكلّ أمّة خوارجها وخوارج هذه الأمّة هم بدون منازع بنو علمان دعاة الجهل والعصيان الذين يطالبون بفصل الدين عن السياسة وبإقرار الدولة المدنية التي تحترم الإنسان في إنسانيته ولا تفرض عليه تطبيق قوانين مستمدة من مرجعيات دينية متصلبة لا يُقبل بتأويلها على ضوء التطورات المجتمعية.

إخواني إنّ نهج الحق واضح جليّ ولا يمكن أن يحيد عنه إلاّ من أعمت بصيرته البدع اللائكية والعياذ بالله فالنصّ الصريح لا يؤوّل ومن يقول خلاف ذلك زنديق فاسق لا خير يرجى منه إذ كيف يمكن لأحد أن يتصور أنّ الله جلّ جلاله سنّ أحكامه لكي يُعمِل فيها الإنسان عقله ويطوّرها أخذا بالمقاصد الحميدة وبما يتلاءم مع حقوق وكرامة الإنسان. ما هذا الجهل والتخلف؟؟؟

إنّ الأحكام الربانية القاضية بتطبيق الحدود وبإباحة الرق والاستعباد وضرب المرأة الناشز التي ترفض طاعة زوجها وبإباحة تعدد الزوجات وإقرار عدم المساواة في الميراث هي أحكام صالحة لكلّ زمان ومكان وغير قابلة لأيّة مراجعة. فالله لم يشرّع تلك الأحكام بالنّظر إلى خصوصيات المجتمع العربي للقرن الأول هجري مع دعوته لنا بإعمال العقل لتأويلها كلما اقتضى الأمر ذلك بما يتماشى مع مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والتي هي الهدف الأسمى للشريعة السماوية.

إخواني في الله إياكم إعمال عقولكم في ما أنزله الله فالنصّ القرآني لا يمكن تفسيره إلاّ بالاعتماد على تفاسير السلف الصالح ممن عاشوا في زمن كان يعتقد فيه أنّ الأرض مسطحة تدور في فلكها الشمس بقدرة قادر. واعلموا أنّه ليس على النصّ أن يواكب العصر بل إنّ العصر هو من يجب أن يواكب النصّ وإن لم يواكبه فإننا فسنحمله على ذلك مهما كلف الأمر وسنقول له كما قالت من قبل الأخت جوليا بطرس: "وقّف يا زمان".

Aucun commentaire: